مساحة اعلانية

10 September 2016

ماراثون الأمل



قصة 

ماراثون الأمل

علم الصبي تيري فوكس المولود في 1958 في كندا أنه مصاب بنوع من سرطان العظام في ركبته اليمنى وكان الحل الوحيد بتر الساق اليمنى كلها واستبدالها بأخرى صناعية

راقب تيري مرضى السرطان وهم يتساقطون الواحد تلو الآخر في المركز الطبي الذي يتلقى فيه العلاج فأراد أن يعمل شيئا يجلب به الشهرة لهذا المرض العضال المجهول في ذلك الوقت ويساهم في جمع التبرعات لتمويل أبحاث معالجة السرطان.

ما الذي يستطيع أن يفعله صبي في 18 قد فقد ساقه ؟؟ يبدو أن الإصرار والأمل يستطيع أن يفعل الكثير

الماراثون الأول

بدأ برنامجا تدريبيا خاصا لمدة 14 شهرا للاستعداد ليجري مسافة الماراثون، كان أول 20 دقيقة من بدء التدريب عذابا تجلب له الألم والأوجاع، ولكن بعد فترة من التدريب، اعتاد تيري على الألم

في أغسطس 1979 أكمل تيري أول سباق ماراثون له، حيث حل الأخير، متأخرا بعشر دقائق عن آخر عداء في السباق، لكنه قطع خط النهاية وسط تصفيق ودموع المشاهدين والمشاركين في السباق.

البداية …

بعدها عرف تيري ما الذي يريد أن يفعله ويكرس له حياته. قرر أن يجري كل يوم مسافة الماراثون، على أمل جمع التبرعات لدعم أبحاث مرض السرطان.

في 12 أبريل 1980، غمس تيري قدمه في مياه المحيط الأطلنطي، وملء زجاجتي مياه من ماء المحيط، على أمل إفراغهما في المحيط الأطلسي بعدما ينجح في بلوغ هدفه. كان تيري يستيقط في الرابعة صباحا يجري 12 ميلا صباحا، ثم يستريح ويكمل 14 في المساء.

شيئا فشيئا بدأ الخبر ينتشر عن الشاب الصغير الحازم الصادق البريء الملهم الذي يجري مسافة الماراثون يوميا وعلى قدم واحدة،

لقد جرى آخر كيلومتر له

بعد 143 يوما من العدو المستمر، قطع فيها 5373 كيلومتر ، عجز تيري عن الجري ، خرج تيري من المستشفي محمولا على نقالة ليعلن للصحفيين أن السرطان امتد إلى كلا رئتيه ، لقد جرى آخر كيلومتر له في أول سبتمبر 1980… النقطة التي توقف عندها محفوظة بشاهد يقف على الطريق ليذكر الناس بقصة تيري ولماذا جرى…

عند هذه النقطة الزمنية، بلغ إجمالي ما جمعه تيري من تبرعات 1.7 مليون دولار، لكن خبر عودة السرطان لجسده جعل الأمة الكندية تتعاطف معه، وبعدها بأسبوع تعاون مشاهير المجتمع فتم جمع قرابة 10.5 مليون دولار كندي خلال ساعات

نهاية وبداية
في 28 يونيو 1981 مات تيري فوكس محاطا بأفراد أسرته، لتنكس كندا كلها أعلامها حزنا على رحيل هذا الفتى الحالم

هل انتهت القصة هنا ؟؟ بل بدأت ففي 13 سبتمبر 1981، قررت أسرة تيري إجراء ماراثون سنوي تخليدا لذكرى ماراثون الأمل شارك فيه أكثر من 300 ألف عداء، وجمع 3.5 مليون دولار، الأمر الذي تكرر كل عام ليصبح بذلك حدثا عالميا يشارك فيه الناس من كل حدب وصوب، حتى أنه جمع في عام 1999 أكثر من 15 مليون دولار في هذه السنة وحدها. احتفالا بمرور 25 سنة على بدء تيري فوكس سباقه الخاص، كان أكثر من 3 مليون عداء يشاركون في هذا الماراثون.