مساحة اعلانية

10 September 2016

على القهوة



قصة
.
على القهوة
-------------
جلس شاب فقد وظيفته ويبلغ من العمر 26 عاماً في مقهى يقع وسط أحد الأسواق ، وبدأ بمشاهدة السيارات التي تذهب وتجيء وهو يردد نفس الكلمة بصوت عالٍ : " آه لو كانت هذه لي وليست لصاحبها ، أنا نبيه وذكي وهو لا يستحقها".
.
مر اليوم الأول .. والثاني .. والثالث والشاب يجلس في السوق ويردد نفس الكلام ، كلما مر موظف قال يجب أن أكون مكانه ، وكلما مرت سيارة قال يجب أن تكون هذه لي ، وكلما رأى شخصاً بثياب جميلة قال هي أجمل لو كانت علي.
.
طال الزمن .. فمر أسبوع وأسبوعان وثلاثة ولم يبحث الشاب عن وظيفة واكتفى بحسد الناس يومياً من ذات المقهى ، وكان هناك رجل عجوز يجلس غير بعيد عنه ويهز رأسه كلما ردد هذا الشاب كلامه السلبي
.
في البداية لم يكن ينتبه الشاب الحسود لهز رأس العجوز مع كلماته ، لكن بعد أيام انتبه له وبدأ ينظر إليه بنظرات غضب لأنه شعر بهز رأس العجوز نوعاً من السخرية. وفي نهاية الأسابيع الثلاثة ؛ قرر الشاب أن يرى لماذا يقوم الرجل العجوز بهذا الفعل ، فذهب إليه وقال له : " يا هذا ... لماذا تهز برأسك سخرية مني؟".
.
فرفع العجوز رأسه إليه وقال : " تعلم الاحترام في الخطاب فأنا عمري 65 عاماً". شعر الشاب بنوع من الحرج وقال له : " أعتذر ، لكن لماذا هز الرأس بهذه الطريقة؟".
.
ابتسم العجوز وقال له : " لا أسخر منك لكنك تذكرني بشبابي ، فقبل 30 عاماً بالضبط جئت إلى هذا المقهى وكان الوحيد في هذا السوق، وقلت نفس كلامك ورددته دوماً قائلاً أنا أفضل ... وكما ترى كبر السوق واتسع وما زلت أرى أنني أفضل وأن الناس لا يستحقون شيئاً "
.
الشاب : "ولماذا تهز رأسك إذا؟". العجوز : " لم أعد أقوى على الكلام بشكل مستمر ، لكن الحمدلله أنك جئت هنا فتردد ما أردده منذ 30 عاماً وأنا أهز رأسي على كلامك لأني مقتنع به فما زلت أرى نفسي الأفضل".
.
صعق الشاب غتدما أدرك أن مستقبله سيكون مثل هذا العجوز لو اكتفي بالشكوى ولعن الظروف دون سعي واجتهاد ، وعرف أنه لو وقع في شباك السلبية لجلس هناك 30 عاماً مثل هذا العجوز يردد نفس الكلام ولكنه يغير من الواقع شيئاً.
بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة ، صحيح أن الشمعة لن تنير لك المكان بالقدر الذي تحب ولكنها ستساعدك على أن تبحث عن مصدر أقوى للضوء